الخميس، ٢٩ شعبان ١٤٣٠ هـ

من إنجازات الحركات الإسلامية في الصومال: مراكز ومعاهد نسائية

(عافية الصومال) لم يقف الوضع المتدهور في الصومال أمام قيام مراكز نسائية تعليمية ودعوية، وكان نمو هذه المراكز وتزايدها ملحوظا بعد اشتداد عود الصحوة الإسلامية في الصومال، فقد وضع حجر البداية لفكرة هذه المراكز الدعوية كبار رجالات الصحوة، جنبا إلى جنب مراكز أخرى مخصصة لتأهيل الدعاة.
ويوجد اليوم في الصومال عدد غير قليل من تلك المراكز ودور التعليم والدعوة والتي تخرج مئات من الداعيات، تمخضت في ظل إقبال الشعب لتطبيق تعاليم الإسلام.
ومن بين تلك المراكز والمدارس والمعاهد:
مراكز خديجة بنت خويلد لتعليم النساء، مراكز عائشة بنت أبي بكر، مركز أم الخيرات (في هرجيسا)، مركز الرضوان، وأخرى. وهذه المراكز تمتد في أكثر مدن الصومال، وأشهرها تلك التي في هرجيسا، وبورعو، وبوصاصو، وجالكعيو، وبلدوين، ومقديشو، وكسمايو.
وقد وضعت الجهات التي أسست هذه المراكز أهدافا وغايات ترمي إليها وتنطلق على أساسها، ومن بين أهدافها:
1. إعطاء الأولوية للتعليم، وتخريج متعلمات ومثقفات
2. تدريب داعيات يقمن للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة في الوسط النسائي
3. إعداد أمهات المستقبل للحياة الزوجية السعيدة، وتربية الأبناء الأجيال القادمة
4. التصدي للأفكار الخاطئة، والحذر عن الغزو الفكري الذي يستهدف المرأة المسلمة
5. التحري لمنهج الوسطية في الإسلام، والمرجعية في الدين
وهذه المراكز أسست بتبرعات من الشعب الصومالي، بعيدة عن تكفف الهيئات الأجنبية التي قد تضع ربما شروطا مقابل دعمها لهذه الأعمال.
كما تعتبر مدارس الإمام الشافعي والنووي وكثير من المدارس المنضوية تحت المظلة الأهلية الصومالية رافدا لا ينضبّ لتخريج نساء مثقفات، حيث تبذل تلك المدارس قصارى جهدها لتعليم الطالبات وتدريبها بدورات مخصصة وندوات ومحاضرات انطلاقا من تلك المدارس.
هذه المدارس هي من أوائل المدارس الخاصة التي تأسست وأثبتت أعمدتها في البلاد بعد سقوط الحكومة المركزية عام 1991م، ويتخرج من هذه المدارس نسبا كبيرة من الطالبات، وتتميز بأنها تبحث لخريجيها فرصا جامعية داخل الصومال كما ترسل بعثات إلى الدول العربية الشقيقة كالسودان واليمن وجمهورية مصر العربية.
والجدير بالذكر أن بعض المنظمات الإسلامية لها دور كبير في إنجاح سير هذه المراكز والمدارس والمعاهد، ومن بين تلك المنظمات: جمعية المنهل الخيرية، ومنظمة الدعوة الإسلامية، وجمعية التضامن الاجتماعي، وأخرى.
وبجانب الدعوة والتعليم الأساسي فإن هذه المراكز والمدارس توفر تعلم اللغة العربية والتربية الإسلامية كما تسهل تعلم الخياطة والطبخ والإسعافات الأولية وحرف أخرى. ورغم شح الدعم الذي تتلقاه هذه المراكز إلا أنها تضطلع بتفائل لمستقبلها، وتثابر في سبيل مواصلة عملها.
تحديات وتهديدات.. والسبب عدم "التنسيق مع العلماء والأعيان"
والطريق لتحقيق الهدف وعرة، فقد ذكرت إحدى القائمات بالمراكز "للصومال اليوم" والتي فضلت عدم ذكر اسمها، أن مراكزهن تعاني من تعامل النظام الحاكم في أقاليم كثيرة، واستشهدت بأن الشرطة داهمت مقرهن أكثر من مرة في مركزهن ببوصاصو بتهمة موالاتهن للمحاكم الإسلامية في جنوب الصومال، ومن ثم تحريضهن لجمع أموال لدعم المحاكم. وقالت: "تلقينا تهديدات من الشرطة في أكثر من مرة، وأوقفونا من المحاضرة في إحدى أيام الجمعة التي نعتاد قيام محاضرات للنساء"، وينسب بعض المراقبين هذه الظاهرة بعدم تناسق بعض المراكز مع العلماء وأعيان المنطقة. ويلاحظ وفي خضم الخلاف الذي أنشب أظفاره بين المنتمين إلى الصحوة- اتساع الفجوة بين العلماء وبعض النساء القائمات ببعض المراكز، وسعى بعض العلماء لتقريب المواقف وتضييق الفجوة، حيث أقاموا ندوات ودورات للنساء تبحث بدقة عن نقاط الاختلاف.
صراع خفي
ومن جانب آخر، فإن هذه المراكز تتلقى صراعات خفية من منظمات نسائية صومالية تتلقى الدعم عن هيئات أجنبية، وتشجع خروج المرأة، وتقلل عن أهمية القرار في البيت ومسألة المحرم. وتعقد منظمات نسائية مؤتمرات احتجاجا على مشروع النظام الإسلامي الذي طبق في مناطق كثيرة في جنوب الصومال والذي يفرض على المرأة لبس الحجاب الشرعي ومرافقة المحرم في الأسفار، ويبدي بعض المحللين إحساسهم عن أصابع أجنبية تشجع الاحتجاج على المشروع الإسلامي، الأمر الذي يبدوا تحديا هشا ضد رغبة الشعب الصومالي الجامح لمسألة تطبيق الشريعة.
وقد قامت الإدارات الإسلامية في مناطق في الجنوب على فرض النظام الإسلامي الذي يجبر على المرأة لبس الحجاب وضرورة مرافقة المحرم في الأسفار.
وعموما، فإن التطورات في مجال تعليم المرأة الصومالية وتثقيفها أصبح من ضمن أهداف الحركات الإسلامية في الصومال، وقد أنجزت الكثير في هذا الاتجاه، إلا أنه مؤخرا وفي ظل الخلافات التي شقت صفوف الحركات الإسلامية يلاحظ إهمال الجناح النسائي.
المصدر: الصومال اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

- يجب مراعاة الأخلاق واللياقة الأدبية في التعليقات
- سوف تهمل جميع التعليقات التي تحتوي على إساءة شخصية أو تجريحا لكاتب المقال
- تهمل التعليقات التي تمس الأديان السماوية بسوء
- التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن "عافية الصومال" وإنما عن أصحابها